هو الحبيب الصاحب القريب الغائب، الذي تزيد
بفراقه غربة الغريب، ويزداد بوحشته سواد الغراب، هو الحميم، الذي كلما ضحكت ذكرت
فراقه ليبكيني، و كلما سررت ذكرت بعده ليحزنني، كلما همَّ بي النوم تجلت صورته، و
طول الفراق يرهقني...ظللت أقصه في كل إنسان أظن به الخير...و في كل بر على جوه
الطير...و في كل بحر طال في فلكه السير... حتى إذا ظننت أني قد وجدت ضالتي التي
أنشدها... فإذا هي أوهام و أضغاث أحلام . لا أكاد أجد له ريحا وحُق لكم أن
تفندون، وتركموني هموما على هموم...وها أنتم قد سئتم بي الظنون إذ رأيتم ظهري أثقل
ذنوبا حتى صار كالفلك المشحون... لمزتموني دحرتموني و قلتم ما هذا إلا مجون... فهمت وعيت.. هكذا أصحاب الذنوب يبتلون بالحرمان من الحبيب. ضاقت علي الدنيا
بما رحبت فصرت أرى النهار ليلا و لا أرى في الليل نجما يثقب ثوب السما و لا بدرا
ينير صدر الظلام . رننت كما
ترن الثكلى التي تقص كبدها المفقود، و ألهت كما يأله الفصيل الذي ماتت أمه في
الرمل الممدود... صرخت... دعوونيييي دعوووني... دعوني و قلمي دعوني فاني لا أيأس
من روح الذي اقسم بالقلم... الحمد له، هو ربي الأكرم الذي علم بالقلم، ...ما لي أراكم
تنظرون إلي نظر المغشي عليه من الموت... أما سمعتم بهذا من قبل! .. فتعسا لكم و
تبت يدكم ألا ترون أن قلبكم قد تصلب كصلابة الصليب أو أشد و إن لبكم قد طاش كما تطيش الريح
بالورق، فموتوا بغيظكم.. عسى ربي أن يردني إليه قريبا... عسى ربي أن يردني إليه
قريبا..... إني أعلم من الله ما لا تعلمون. إليك يا حبيب!
كتبه أخي الحبيب : أبو صهيب
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء