بسبب
كثرة ضغوط الحياة وبعد الناس عن خالقهم، وبسبب التيه الذي يضرب المجتمعات اليوم،
أصبح سرطان العصر عبارة عن أمراض لم يكن للسابقين بها عهد، مثل القلق والاكتئاب
والحزن، حتى كثرت في المجتمعات نسب الإنتحار وتزايدت بشكل مهول ومخيف،
رغم أن الحل لكل هذه المشاكل ممكن وواقعي، وفي خطوات عملية مختصرة سأحاول دلالتك عليها
إن شاء الله.
وقبل
البدء في هذه الخطوات أقدم بين يديها بعض النصائح العامة:
أولا:
لا أنصحك بتناول العقاقير والأدوية المهدئة أو المسكنة، لأن لها عواقب وخيمة على
جسمك على المدى البعيد، ولأنها حل مؤقت لا يلبث أن يزول مفعوله، فهي مجرد هروب إلى
الأمام كما يقال.
ثانيا
: لا أنصحك بكثرة التفكير في مرضك وإعطائه قيمة وحجما كبيرين، بل حاول دائما تجاهله،
ولكن في نفس الوقت اعمل على علاجه بصبر كبير ونفس طويل، فلكل داء دواء.
ثالثا:
لا تحاول الهروب من المجتمع والانزواء بعيدا عن الأحباب والأصحاب، بل لازم صحبتهم
وابق بجنبهم ولو كنت مكرها على ذلك، لأن الوحدة تزيد المرض وتعمق آثاره.
رابعا:
كن متفائلا بالخير، وانظر إلى الأفق بعيدا، وتذكر دائما قصص نجاحك، وكيف كنت وإلى
أين وصلت، واجعل في ذهنك أن لك مع السعادة في المستقبل موعدا.
أما
الخطوات العملية فهي على سهلة وميسرة، وكل الناس يعرفها، لكن مشكلتنا أننا ننسى:
الخطوة
الأولى: الدعاء، نعم.. أن تكثر الدعاء أن
يزيل الله عنك المرض، لأنه هو الذي يشفي ويزيل الضر عن العباد ويجيب المضطرين.
الخطوة
الثانية: تعميق الصلة بالله وخصوصا بالصلاة، لأن الإكثار منها طريقة عجيبة وفعالة
لإذهاب الحزن والاضطراب.
الخطوة
الثالثة: السعي في إسعاد الآخرين، بالصدقة
خصوصا، لأنها تداوي المرضى، فعند رؤيتك لسعادة الناس تصيبك عدوى السعادة وتنخرط
معهم في جوها.
الخطوة
الرابعة: زيارة بيت الله الحرام في حج أو
عمرة، فرؤية الكعبة والشرب من زمزم لا يبقي للحزن ولا للاكتئاب أي أثر في القلب
وهذا نافع ومجرب.
الخطوة
الأخيرة: أن تعي جيدا وتوقن أن من أصابك بهذا
المرض هو الله، ولذلك توقن أنه قد أراد بك الخير وأنت لا تعلم ذلك، فلا مناص لك من
الرضا لحكمه والإذعان لرغبته، وقد كان السابقون إذا علموا هذا الأمر لم تعد لهم
رغبة في الشفاء لأنه يعلمون أن الله لا يريد بهم شرا قط.
هذه
خطوات ناجعة وناجحة أتمنى أن تساعد من يحتاج العون وتخرجه من دوامة الحيرة
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء