عمالقة الشمال
هي ثاني رواية أقرأها لنجيب الكيلاني؛ وهي في الأسلوب والنظم كسابقتها ليالي
تركستان؛ غير أن أحداثها تدور في نيجريا؛ بطلها شاب من شمال نيجيريا تدفعه الدعوة
إلى أعماق الأدغال؛ يدعو للإسلام بين النصارى والوثنيين؛ يدفعه شيخه إلى رفع كلمة الله؛
شاب ترك خلفه كل شيء حتى جاماكا؛ تلك الفتاة المسيحية التي رآها في السينما فخطفت قلبه؛
وارتمت بين ذراعيه فقلاها وتركها وهام على وجهه في البراري يدعو لكلمة الله؛ ولكن قلبه
ما انفك يذكر سواد عينيها وعذوبة بسمتها؛ ليقتل رئيس البلاد المسلم في ظروف غادرة،
وعثمان في خضم سفره؛ فيضطر للرجوع لمدينته التي أنكر ملامحها بعد الإنقلاب الدموي الذي
نصب حاكما كافرا على بلد مسلم؛ فقرر عثمان أن يجهر بكلمات الحق في كل ركن وزاوية؛ فطالته
وكل غيور مخلص يد الغدر؛ فكتمت أنفاسهم وأدخلتهم غياهب السجن؛ هناك سيعيش عالما آخر
من الصراع داخل الزنزانة الواحدة بين أفكار متضادة متناقضة يهدم بعضها بعضا؛ ليأتيه
في يوم مشهود زائر مفاجئ؛ فقد أتته "جماكا" معلنة إسلامها وأنها تسمت: سعيدة؛
وهنا طار قلبه ولبه فرحا بهذا النبأ السار؛ وزاد شوقه للعتق والحرية حتى يجتمعا معا
زوجين متحابين سعيدين؛ غير أنه ما حصل مُناه، وما بلغ رضاه؛ فقد تربصت الدعوات التبشيرية
بسعيدة وهي التي كانت وثنية وتنصرت فأغدقوا عليها ألوان الرعاية والتعليم حتى صارت
ممرضة بمستشفى كبير؛ وها هي الآن تسلم وتصير ضدهم، فما كان لهم إلا أن طردوها وأغروا
بها كل سفيه فهاجرت لموطن بعيد لا يعرفها فيه أحد، تعمل خادمة في بيت مسلم تتعلم وتتعبد
وتسعد من جديد؛ وشاء الله أن تنقلب الأوضاع ويسقط الظالم ويظهر الحق؛ لينطلق عثمان
يسابق الريح بحثا عن حبيبته التي لم يجد لها أثرا؛ وبعد لأي وجد خبرا مفزعا مفاده أن
أهلها الوثنيين قد خطفوها وأعادوها إلى قلب الأدغال؛ وما كان للمحب إلا اتباع حبيبه؛
فطار عثمان يضحي بروحه في رحلة صعبة مشوقة؛ أترك لكم الشوق لمعرفتها ....لكنهما
تزوجا في الأخير..
نيجيريا بلد مسلم وإسلامنا
عظيم جمع كل الأجناس والألوان والأعراق تحت ظل المساواة بين كل البشر؛ فالحمد لله على
الإسلام
علي المرضي
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء