هي رواية تاريخية
للكاتب محمد سعيد العريان، وهي أول كتاب أقرؤه له، ويمكن القول بأنه من
الكتاب المتمكنين جدا من اللغة العربية، في اللفظ والأسلوب، ولهذا السبب فسأقرأ له
كلما وجدت له كتابا، على أي..
تدور أحداث الرواية
في العصر الأموي، بعاصمة المسلمين في دمشق، فهناك يبدأ خيط الحكاية الأول في مسجد
بالمدينة حيث يجلس أحد القصاص، يحرض الناس على الجهاد في سبيل الله، يلتقط هذا
الخيط أحد الجالسين، وهو عتيبة الرقي، فيقول لأخيه النعمان: لقد قررت أن ألتحق
بالجيوش الفاتحة، مع ابن الخليفة قائد الجند: مسلمة بن عبد الملك، فقد كان مسلمة
ابن رومية من السبي، غير أنه كان أكثر بني عبد الملك بل أوحدهم، حبا للجهاد ونشر
كلمات الله، بينما يركن بقية إخوانه للراحة والدعة ودسائس الملك..
وكان ما قاله عتيبة،
فقد خرج غازيا على تخوم الروم مدة طويلة، اختفى فيها خبره ولم يعد يدرون أحي هو أم
ميت، تبكيه أمه وترثي لحاله، وقد خلف وراءه ولدا وبنتا، وحين انقطع أمل النعمان في
رجوع أخيه، قرر أن يركب هول ما ركب أخوه، وأقسم ليأخذن بثأره من الروم، فجاهد مع
مسلمة بن عبد الملك، حتى صار مقربا له، لصيقا به يشاوره ويسنده..
وكان أن سبى النعمان
بنت قسطنطين، ورجع بها إلى أهله، فتزوجها وولدت له ولدا سماه: عتيبة تيمنا باسم
أخيه، فنشأ عتيبة فتى بين أهل والده جدته
وعماته، لا يدرون أنه ابن سبية، لكنهم مازالوا أبدا في شك في نسبه من جهة أمه،
لشكله المتميز ولونه ورنة صوته؛ وقد صادف أن أحب ابنة عمه التي نشأ معها ونشأت
معه..
رأى النعمان رؤيا
غريبة، ومن عجيب القدر أن مسلمة بن عبد الملك، رأى نفس الرؤيا في نفس الليلة،
وكانت سببا غريبا عجيبا يجمع ابن النعمان عتيبة، وابن الخليفة مسلمة بن عبد الملك،
في قصة طويلة، لا أريد ذكرها هنا..
الذي أثارني في
الرواية، أنني عرفت كيف كانت عزة المسلمين، وكيف كانت شجاعتهم، وكيف كان تهابهم
الروم مهابة شديدة، وكيف انتشر الإسلام واكتسح الأرض كلها في غضون سنوات، والذي
بلغ مني الجهد، علمي.. كيف أن الإسلام حول أبناء الروم أنفسهم، إلى محاربين شرسين
عن الإسلام، لا يهمهم أن يقاتلوا أبناء عشيرتهم في سبيل إبلاغ كلمة الله تعالى،
ومثاله بطلا القصة، عتيبة بن النعمان الرقي، ومسلمة بن عبد الملك، هذان الرجلان
اللذان وخوفوا الروم وأقضوا مضاجعهم، وهما ابنا جاريتين روميتين أُخذتا أسيرتين،
لكنهما دفعتا ولديهما لحرب الروم وجعلتا ذلك سبيل رضاهما..
كان هدف عتيبة
ومسلمة، فتح القسطنطينية، والفوز ببشارة رسول الله، لفاتح هذا البلد، فلَنِعم
الأمير أميرها، ولنعم الجيش جيشها، لكن غدر الروم فوت عليهم ما أرادوا، لشيء أراده
الله، فكان فتح القسطنطينية على يد البطل المجاهد: محمد الفاتح رحمه الله تعالى..
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء