هي رواية للأديب علي
أحمد باكثير، قرأتها ولي عليها ملاحظات بعضها إيجابي والأخر سلبي، قررت
مشاطرتكم إياها..
فأما الإيجابي: فتتلخص في كون الأديب متمكنا من
اللغة جيدا، وله أسلوب محكم، ونظم متراص، يستعمل لغة عالية، ويتناول مصطلحات كثيرة
صارت في عداد الغريب، وله في الرواية وتفاصيلها تنسيق محكم، وسرد منضبط، يحسن
ترتيب الأحداث بغير تكرار ولا اختزال..
وأما السلبي: فلم
يعجبني تشابه أسماء أبطال الرواية ( حمدان وعبدان؛ عالية وراجية ) فعلى طول
الرواية كنت أخلط بين الأسماء، وفي أثناء الرواية تقطعٌ للكلام عن بعض الشخصيات
مدة طويلة كادت تنسي وجودها، كما أن النهاية لم تكن محكمة وظلت غامضة، وبقيت بعض
الأحداث غير مفسرة داخل الرواية.
لكن عموما، تظل رواية
الثائر الأحمر من أجمل ما قرأت، وهي تحكي قصة فلاح فقير معدم يعمل في أرض غني
ظالم، خطف أخته منه بالقوة واغتصبها وحبسها في قصره، فدفعه هذا الظلم ليتحول لقاطع
طريق حتى يحرر أخته من القصر، فحررها فعلا وأغار على ممتلكات ذلك الظالم، إلا أن
أخته بعد حملها فرت من البيت في ظروف غامضة، فاستحلى لنفسه العيارة (قطع الطريق)
وصار مبرزا في ذلك، لكن وبعد أن توفيت زوجته وهي غير راضية عنه، تاب وركن للزهد
والعبادة، فاتصل ببعض المدعين للولاية والزهد وكان متسترا بذلك لكونه يعمل في شبكة
سرية تدين بالولاء لإمام معصوم يعلم الغيب يعتقدون أنه سيحرر الناس من الظلم،
ويوصلهم للنعيم المطلق الخالد في الجنة، فدخل هذه المنظمة عن حسن نية، يؤدي في
اليوم خمسين صلاة كبقية من تأثر من الدهماء والعوام بهذه الدعوة، فصار عبدان من
مخلصيها، وكان ابن عمه حمدان في العراق من مؤسسيها المتفقهين فيها، بعد أن هرب من
القرية بسبب ظلم الغني الفاجر، فلما رجع ابن عمه واشتغلا سويا في الدعوة للمذهب
الجديد، يضادهم ويحاربهم أبو البقاء وهو عالم زاهد، يقف على أبواب السلاطين يدعوهم
لتحكيم العدل بين الناس، فكانوا يسجنونه لمصلحة الأغنياء حتى لا يهيج الناس عليهم،
فاستغلت الدعوة السرية هذه الظروف المشحونة بالغل والبغض للأغنياء، فانتشرت الدعوة
الجديدة، خاصة وأبو البقاء مسجون مبعد عن الناس، وهكذا تفاقم الأمر وصارت الصلاة
تؤدى خمسين وبدا يظهر فيهم الإلحاد، والزندقة، بعدما أحل لهم إمامهم المزعوم الزنا
والسرقة وكل الفواحش، ليتبين له أنهم قوم ملاحدة كفرة بالله، يبيحون التمتع بالنساء
والأموال بلا قيد ولا شرط، إلا أنهم ينشدون دولة لا غني فيها ولا فقير، يملكون
جميعا ما في الدولة ويقتسمون كل شيء ويعملون جميعا (النظام الاشتراكي) فصار حمدان
وعبدان بعد ثروات وأحداث حاكمان فعليان لهذه الدولة بعد خروجهم على السلطان
العباسي، ليكتشفا أن الإمام المعصوم مجرد خرافة وخدعة لإخراج الناس من الدين بمعاونة
تجار اليهود والزنادقة، وبعد أن رجعت أخته التي فرت ووجدت عائلتها كافرة يزني بعض
المحارم ببعض، كرهت هذا وجعلت تعظهم فتآمروا بها لكن قدر الله انشقاقا في الدولة
فبدأت الحروب بينهم، ليقرر هذا القروي التوبة وتسليم الدولة للحاكم العباسي
والفرار بنفسه في جنح الظلام.
هذه باختصار خيوط الحكاية
وأحجمت عن ذكر كثير من الأحداث حتى لا أضيع عليكم متعة القراءة ..
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء