لاشك أن رمضان صار
على الأبواب، ولكلٍ طريقته الخاصة في الاستعداد، فمنهم من يستعد بالصيام، ومنهم من
يعتاد القيام، ومنهم من يكثر تلاوة القرآن، وهذا كله خير وبر وإحسان، لكن الغالب
ينسى أن أهم استعداد هو تفريغ القلب من الشواغل، وتصفيته من الأكدار، وتنقيته من
الشوائب، ولهذا سأعطيكم خطوات عملية تعينكم على استغلال رمضان على الوجه المطلوب:
أولا:
لا بد من جلسة يومية خاصة، في خلوة لا يطلع عليك فيها أحد، سواء بالبيت أو المسجد
أو مكان العمل، تتفرغ فيها ساعة أو نصف ساعة أو حتى خمس دقائق، في هذا الوقت تبقى
وحيدا، تذكر الله أو تدعو، المهم أنها ساعة استحضار تام للقلب، لا يخالطها تفكير
في الدنيا ولا في الأهل؛
ثانيا:
أن تستغل تماما أوقات إجابة الدعاء، خصوصا عند الإفطار، وبين الأذان والإقامة، وفي
الثلث الأخير من الليل، فلابد أن تصادف وقت إجابة، إن أنت داومت على هذه الفرص،
فتكون من المفلحين؛
ثالثا:
سامح كل من أساء إليك، واعف عن كل من ظلمك، ولا تحاسب أحدا على زلة أو خطأ، عسى
الله أن يعفو عنك ويغفر لك ويرحمك، فهو أحق بالجميل جل جلاله، وابتسم في وجه
إخوانك، وكن لينا رفيقا، مسامحا، باسم الثغر منطلق المحيا؛
رابعا:
لا تدع وردك اليومي من القرآن مهما حصل، ولا تتركه مهما وقع، واحمل معك مصحفك
دائما، وتعهده وأحبه، وأنشئ بينك وبينه علاقة أنس وصحبة؛
خامسا:
لابد من المحافظة على الصلوات في المسجد، في الصف الأول، وعلى تكبيرة الإحرام، ولا
تدع الدنيا تشغلك عن الصلاة أبدا، واجعل قلبك حاضرا وخاشعا، وحين دخولك للمسجد،
اعلم أنك قد دخلت بيت الله وخرجت من الدنيا، فالمسجد بيت كل تقي، وفيه الراحة؛
سادسا:
أكمل صلاة التراويح مع الإمام، ولا تخرج من المسجد، فلا شيء يستحق أن تفضله على
الوقوف بين يدي الله تعالى، وتدبر عند التلاوة واستمع وأنصت لعل رحمة الله تنالك؛
سابعا:
أعن والديك في شغل البيت وأمك خصوصا، فإن لم تكن معك بالبيت، فتعاهدها يوميا
بالصلة والسؤال، وسلها الدعاء دائما، وكثِّر الخير لها، واعتنِ بها، وبالوالد
أيضا، وأكثر من شكر زوجتك واعتن بها، وفرِّحها، واجعلها سعيدة قدر ما تستطيع، فإدخال
السرور على المسلم من أحب الأعمال إلى الله، فكيف بمن هو قريب ومن رحمك؟
وأخيرا:
اجعل نيتك أن تستمر على هذا العمل بعد رمضان، فرمضان فرصة للتعود والتزود، وليس
موسما للعبادة يتبعه العصيان في غيره من الأشهر؛ حتى إن أدركتك الوفاة مت على نية
صالحة وكُتب لك أجرها؛
واعلم أخي أن كل ما
ستفعله إنما هو بفضل الله وتوفيقه، ومنته وعطائه، فلا تجعل نفسك تغتر، فذلك فضل
الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء