·
الخاطرة
الواحدة والعشرون:
قال تعالى: ﴿أَمَّن
يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ
الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾
(النمل،62).
يا أيها الإنسان الداعي
ربه، تأمل هذه الآية جيدا، واعلم حين تدعو ربك وتتضرع إليه، أنه الذي يجيب المضطر
إذا دعاه، ولا أحد يقدر على ذلك غيره؛ يجيب المضطر كائنا من كان، ما دام يدعوه
مخلصا له في الدعاء، فيكشف عنه السوء، ويعطيه ما يطلب.
لقد كان الكفار في
الجاهلية حين يضطرون في الكربات، لا يدعون آلهتهم المزعومة بل يدعون الله وحده، قال
تعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ
لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾
(العنكبوت،65)؛ فانظر كيف استجاب لهم وهم كفار حال اضطرارهم.
أنت أحق بها أيها
الموحد، أنت أحق باليقين حين الاضطرار، فالله يخبرنا عن نفسه، ويجعلها آية لعظمته،
وبرهانا لوحدانيته، أنه المجيب القريب، فكيف تغفل عنه حين الحاجة إليه!! وكيف تفزع للبشر
أمثالك في النكبات!!؟ وكيف تهرع إليهم في المدلهمات والمحن !!؟
ويختم الله الآية
بهذا السؤال: أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ، أيوجد
معه غيره؟ أيحكم في مُلكِه سواه؟ حاشا وكلا، بل هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، لا
شريك له، ولا نِدَّ له، ولا ضد له، ولا كفؤ له، ولا عِدل له، ولا مثيل له، تعالى
ربي عما يقول الظالمون علوا كبيرا. لكن المذّكّرين من العباد قليل، وأولو الألباب
قليل، فاللهم اجعلنا من هذا القليل، يا ملك يا جليل.
·
الخاطرة
الثانية والعشرون:
قال تعالى: ﴿
رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾
(القصص،24).
دعاء كليم الله موسى
عليه السلام هذا، من أعظم أدعية القرآن الكريم، وهو من أرقها وأجمعها للخير،
فبعدما سقى موسى للمرأتين بلا أجر، وبعد سفر طويل وجوع وخوف، تولى إلى الظل يناجي
ربه، فرفع بصره إلى السماء وقال: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ
مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾.
أي شيء يأتيك من ربك
الغني، خير وبركة، فنواله خير النوال، وعطاؤه أوسع العطاء، وفضله أعم الفضل، لا
يشك في هذا إلا من أفرغ الله قلبه من التقوى والإيمان.
أي خير تنزله ربي إلى
عبدك الفقير، فأنا أحتاجه، وأرغب فيه، وأسأله، ولا أزهد فيه، حينما دعا أتته الإجابة
مباشرة، فأمِن من الخوف؛ ﴿قَالَ لَا تَخَفْ ۖ
نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾
(القصص،25)، ثم تزوج: ﴿ قَالَ
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ﴾،
ثم حصّل عملا ووظيفة: ﴿عَلَىٰ
أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ﴾،
فجمع الله له بذلك الدعاء خير الدنيا
والآخرة.
إن الذي ينقصنا في
دعائنا هو اليقين، فكم من خائف يريد الأمن!!و كم من أعزب يريد الزواج!! وكم من عاطل
يريد العمل!! إنهم بلا شك
كثير، ولا ريب أنهم يدعون، لكن اليقين ضعيف.
هذا من أدعية القرآن
فلا بأس أن يدعو الإنسان به بيقين لعل الله يجيبه كما أجاب موسى عليه وعلى نبينا
الصلاة والسلام.
"ربّ إني لما أنزلت
إلى من خير فقير.. منطرحاً أمام بابك الكبير.. أصرخ في الظلام أستجير.. يا راعي النِّمال
في الرمال وسامع الحصاة في قرارة الغدير".
·
الخاطرة
الثالثة والعشرون:
قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ
هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
(المؤمنون: 10-11).
كنت -ولا زلت- أرجو
أن أكون من أهل الفردوس الأعلى، أدعو بذلك لنفسي ولمن أحب، ولكنني لم أكن أعرف أن
لأهل الفردوس صفات خاصة، لابد أن تتوفر فيهم حتى يكونوا من أهلها.
فبينما أتلو فواتح
"سورة المؤمنون" إذا بي ألحظ صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس، فإذا
بها ست صفات هي:
1-
الخشوع
في الصلاة: ﴿الَّذِينَ
هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾.
2-
الإعراض
عن اللغو: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ
اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾.
3-
الإنفاق
والزكاة: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ
فَاعِلُونَ﴾.
4-
حفظ
الفرج: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾.
5-
حفظ
الأمانات والعهود: ﴿وَالَّذِينَ
هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾.
6-
الحفاظ
على الصلوات: ﴿وَالَّذِينَ
هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾.
من أتى بهذه الصفات
كان من أهل الفردوس الأعلى، نسأل الله أن يجعلنا منهم بمنه وكرمه.
·
الخاطرة
الرابعة والعشرون:
قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ
مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ
وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ
وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾
(الأنعام،59).
وما تسقط من ورقة إلا
يعلمها !! سبحان الله ما
أوسع علم الله جل جلاله، فكم من مليارات الأشجار في العالم، مما كان وقطع أو يبس،
ومما هو موجود الآن، ومما سيزرع في المستقبل، كل هذه الأشجار لها مليارات
المليارات من الأوراق، والله يعلم كل ورقة على حدة، بأي ماء سقيت، وبأية مواد
غذيت، ومتى تسقط، وبما تسقط، ومن يسقطها، وأين تسقط، سبحان الله، سبحان الله،
سبحان الله.
هذا علم الله، وهذه
مفاتيح الغيب عنده، لا يعلمها إلا هو، فكيف نخفى عليه نحن إذ ندعوه !؟ وكيف لا نوقره
إذ نعصيه !؟ وكيف ننسى ذكره
وشكره وعبادته !؟
لا يعرف قدر نفسه من
لا يعرف قدر ربه، ومن عرف أن عِلم الله علم محيط، وقدرته لا مستحيل معها، علم
يقينا أنه الضعيف الفقير، وأن ربه هو الغني العلي الكبير.
اللهم إنك عفو تحب
العفو فاعف عنا.
·
الخاطرة
الخامسة والعشرون:
قال تعالى: ﴿أَلَمْ
يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ
مِنَ الْحَقِّ﴾ (الحديد،16).
هذه الآية نزلت تذكر
المؤمنين بالخشوع لذكر الله وما نزل من الحق، وقد نزلت في عهد الصحابة الأبرار،
ونحن أحق بها لأن الخشوع عندنا لم يعد له أثر إلا ما رحم ربي.
ألم يأن؟ ألم يَحِنْ؟
ألم يصل الوقت؟ لكي تخشع قلوبنا وترق أفئدتنا، فكل ما حولنا صار غريبا عجيبا، وصار
الدين في غربة شديدة، وصار أهل الحق قلة قليلة، فنحن أحق بالذكرى والخشوع، فما
وعدنا الله آت لا ريب فيه، فهذا أوان التوبة النصوح، والندم على ما فات،
والاستغفار والأوبة، خصوصا ونحن في أيام مباركة.
لابد أن نظل على ذكر
لهذه الآية، وأن تقرع أسماعنا كل حين، حتى لا تقسو القلوب فتموت، وإذا مات القلب
كان صاحبه في خطر شديد.
اللهم أحْيِ قلوبنا
بذكرك، واجعلها مفعمة بالخشوع لك، واجعلنا من الأحياء بذكرك في الدنيا، يا رب
العرش العظيم.
·
الخاطرة
السادسة والعشرون:
قال تعالى: ﴿إِنَّا
أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
(2)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ
فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ
(5)﴾ (سورة القدر).
هذه ليلة السابع
والعشرين، وهي أقرب الليالي أن تكون ليلة القدر، وهي من أفضال الله على العباد،
حيث جمع لهم فضل ألف شهر في ليلة واحدة، وهذا يدل على عظم رحمة الله، وعلى سعة
فضله، وأنه لا يريد بعباده إلا الخير.
ومن أفضاله كذلك أن
سخر لنا أم المؤمنين عائشة، لتسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل ما يقال
في هذه الليلة، فأخبرها هذا الدعاء: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)، كما في
البخاري، فقصرت علينا المسافة، واختصرت لنا الطريق، فدلنا الحبيب المصطفى على أحب
الكلام إلى الله هذه الليلة؛ ولو أضفتَ له الحديث الآخر: (من قام ليلة القدر
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) (متفق عليه)؛ ستفهم أن معنى العفو، هو
غفران مت تقدم من الذنوب، أي يمسحها من صحيفتك، فتعود بيضاء ناصعة.
بالله عليكم، أليس
هذا رب يحب ويطاع، ولا ييأس العاقل من رحمته أبدا، فنقول من قلب مفعم بحبه: اللهم
إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
·
الخاطرة
السابعة والعشرون:
قال تعالى: ﴿قَالَ
قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ
لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يونس،89).
لما دعا موسى وأخوه
هارون على فرعون وأعوانه، استجاب الله لهما، ولكن شرط عليهما الاستقامة بعد ذلك؛
وفي هذا إشارة، إلى أن الاستقامة سبب من أسباب إجابة الدعاء.
قد يحصل مرات أن يفتح
الله على عبده في الدعاء، فيحس كأن الله قد وفقه واستجاب له، ثم لا يزال به
الشيطان يغويه ويغريه حتى يعصي ويزل، ويفجر ويضل، فلا يستجاب له ما كان قد دعا،
ولو أنه استقام لكان الله لدعائه مجيبا.
على العبد أن يعامل
ربه معاملة صحيحة، فلا يدعو الله في الضيق ثم ينسى، أو عند الحاجة ثم يعرض عنه بعد
ذلك، بل يطيعه دائما وأبدا في الرخاء والسعة، وفي الضيق والكربة، في السراء وفي
الضراء، ثم إذا عمل عملا صالحا زكَّاه بعمل آخر، ولا يكون كالذي يبني ثم يهدم ما
بنى، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا
مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾ (النحل،92).
·
الخاطرة
الثامنة والعشرون:
قال تعالى:﴿ إِذَا
جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
لَكَاذِبُونَ﴾ (المنافقون،1).
سبحان الله.. كأن
المنافقين الذين كانوا في زمن رسول الله قد عادوا من جديد، لكن بأسماء أخرى
وبمظاهر أخرى، غير الصفات لم تتغير، فقد يتسمون بالعلمانيين أو اللبراليين أو
الحداثيين، لكنهم في مرجع الأمر منافقون جدد.
فتجدهم أمام الملأ
وفي الخطابات، يقولون نحن لا نحارب الإسلام، فنحن مسلمون نصلي ونصوم، ولكننا نحارب
التطرف والجمود، ونحارب الظلامية والإرهاب، ولكن إذا خلا بعضهم إلى بعض صرحوا كما
قال تعالى: ﴿وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ
قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾
(البقرة،14).
هؤلاء هم العدو
الحقيقي كما ذكر تعالى، فاليهودي والنصراني والشيعي، واضح عداؤُه، وبيِّن مكرُه،
أما هؤلاء، فيتسترون بعباءات الوطنية والمواطنة، والتفتح والتنور، ولكنهم أداة
لأعداء الإسلام، لا يرضون للمسلمين إلا ترك دينهم، قال تعالى: ﴿وَلَنْ
تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾
(البقرة،120).
فعلى المسلمين أن
يحذروا، ولا ينخدعوا، فالله شهد على المنافقين أنهم كاذبون، رغم أنهم يشهدون
علانية أنهم مؤمنون، لكن البواطن والأسرار، لا تخفى على عالم الغيب والشهادة.
·
الخاطرة
التاسعة والعشرون:
قال تعالى: ﴿وَلَا
تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾
(إبراهيم،42).
هذه الآية العجيبة
جمعت بين شيئين اثنين قلما يجتمعان، فقد جمعت بين بشارة ونذارة، بين طمأنة وتهديد،
فهي تبشر وتطمئن المظلومين، وتعلمهم أن الله يرى ما يصنع بهم وأنه سينصرهم، وينتقم
من عدوهم، وتنذر وتهدد الظالمين، ويخبرهم أنهم ملاقوه فمنتقم منهم، ومعذبهم يوم
القيامة.
فهنيئا لمن كان الله
نصيره ووليه ومعينه، وويل لمن كان الله له بالمرصاد، فهو هالك لا محالة.
- الخاطرة الثلاثون:
قال تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ
الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ (النساء،115).
بهذه الآية الحبيبة
إلى قلبي أختم خواطر رمضان، وهي آية فاصلة في بيان منهج أهل الحق، وبيان سماتهم وعلاماتهم.
من يشاقق الرسول، أي
يجانبه ولا يتبعه، أي يكون هو في شق والنبي صلى الله عليه وسلم في شق آخر، ثم يتبع
غير سبيل المؤمنين، أي غير سبيل الصحابة، لأنهم المقصودون أصالة بالآية، فمن فعل
هذا أي شاقّ الرسول، وخالف الصحابة، فالله يوله ما تولى، أي يتركه وشأنه، ثم يصليه
النار يوم القيامة.
من هنا تفهم أن من
يقول لك هل تريدون أن ترجعونا إلى عصر الإبل والخيام، إلى أربعة عشر قرنا للوراء،
ويتهكم على ذلك، فلتعلم أن هذا ممن تنطبق عليه الآية هذه، وهو من الخاسرين.
فمن أراد الفوز
والنجاح، فعليه باتباع الرسول أولا، واتباع الصحابة المؤمنين ثانيا، لأن الله رضي
عنهم ورضوا عنه، كما قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا
عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ﴾ (التوبة،100)، وقال أيضا: ﴿لقَدْ
رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ
مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾
(الفتح،18).
فمن اتبعهم اتبع سبيل
الرضى، ونال من الله أغلى ما ينال، وهي جنة لا يخطر ما فيها على بال.
ونجعل مسك الختام،
أفضل الصلاة والسلام، على محمد خير الأنام، وعلى آله وصحبه، والسلام.
#خواطر
#خواطر_رمضانية
#خواطر_قرآنية
#خواطر_قرآنية_رمضانية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء